المنصب الوظيفي: الرئيس الثاني للمجمع
تاريخ الوفاة: 1959
نشأته وحياته
ولد خليل بن أحمد مردم بك في دمشق في 1 تموز 1895م، وأُدخل الكُتَّاب وهو في سنٍّ مبكرة جدًّا، ولما تجاوز العاشرة من عمره دخل (مدرسة الملك الظاهر الابتدائية)، وكان منذ هذه السن ميَّالًا للشعر وقراءته وحفظه، وانتقل بعد ثلاث سنوات إلى المدرسة الإعدادية، ثم تركها بعد قرابة سنتين لأن المدارس الحكومية لم تكن تُعنى وقتئذ بالعربية، وتابع تحصيله في علوم الدين والعربية على علماء دمشق في عصره كالشيخ بدر الدين الحسني وعطاء الله الكسم وعبد القادر الإسكندراني، فوقف على العربية وهو ما يزال يزحف نحو العشرين، وراح يقرض الشعر ويتلهَّى بقوافيه حتى أصبحت له ملكة في الشعر، فدار اسمه ولمع صيته.
في سنة 1918م عُين مميِّزًا في (ديوان الرسائل العامة)، وفي سنة 1919م عُين مدرسًا للإنشاء في (مدرسة الكتَّاب والمنشئين) التي جعلتها الحكومة لمأموريها خاصة. ولما أُعلن استقلال سورية وبويع الملك فيصل ملكًا عليها وتألفت أول وزارة سورية في سنة 1920م نُقل خليل مردم من ديوان الرسائل وسُمّي معاونًا لمدير ديوان الوزراء، وبعد أن دخل الجيش الفرنسي دمشق وبرحها الملك فيصل صُرف خليل من عمل الحكومة.
وفي سنة 1921م أسَّس مع صحبه (جمعية الرابطة الأدبية)، وكانت تضمُّ من أدباء ذلك العهد: شفيق جبري وسليم الجندي وحليم دموس وحيدر مردم بك وماري عجمي وعز الدين التنوخي ونجيب الريس وفخري البارودي وغيرهم... وانتخبوه رئيسًا للجنة الإدارية للرابطة. ثم أنشأت الرابطةُ (مجلةَ الرابطة الأدبية)، وصار خليل مردم ينشر فيها أشعاره ودراساته، لكن المستعمر أغلق المجلة وحلَّ الرابطة فتوقف عملها وانتثر عقدها.
ولما نشبت الثورة السورية سنة 1925م أرسل قصيدته المشهورة (يوم الفزع الأكبر) فتناقلها الناس ونشرتها الصحف العربية، فطارده الفرنسيون ففرَّ إلى لبنان فلاحقوه، فهرب إلى الإسكندرية سنة 1926م، واتصل هناك بحافظ إبراهيم وغيره من أعلام مصر، ثم سافر إلى لندن وانتسب إلى جامعتها، وحصل على شهادة من هذه الجامعة تعادل شهادة الدكتوراه.
وفي سنة 1929م عاد إلى دمشق فاستقبلها بقصيدة (سلام على دمشق)، وعُين مساعدًا لرئيس الأدب العربي في (الكلية العلمية الوطنية).
وفي سنة 1932م أصدر مع جميل صليبا وكاظم الداغستاني وكامل عياد (مجلة الثقافة)، وراح يكتب فيها شعره ونثره، غير أن إصدار هذه المجلة لم يدم سوى سنة واحدة.
وفي سنة 1942م عُهد إليه بوزارة المعارف، وبوزارة الصحة معها في سنة 1949م.
وفي سنة 1951م اختير وزيرًا مفوضًا في بغداد.
توفي خليل مردم بك يوم الثلاثاء في 15 المحرم 1379هـ الموافق 21 تموز 1959م، وشُيّع جثمانه من مقر المجمع العلمي العربي، وصُلّي عليه في الجامع الأموي، ودفن بمدفن الأسرة قرب الباب الصغير. وسُمّي أحد شوارع دمشق باسمه تكريمًا له وتقديرًا لما قدَّمه للوطن من خدمات جليلة في مجالات العلم والمعرفة، ولما خلَّفه من آثار قيمة.
الأستاذ خليل مردم بك المجمعي
انتُخب الأستاذ خليل مردم بك عضوًا عاملًا في المجمع العلمي العربي بدمشق في 9 كانون الثاني 1925م، ثم انتُخب أمينًا للمجمع 15 آب 1941م وصدر مرسوم تعيينه بتاريخ 28 آب 1941م عن رئيس الحكومة السورية خالد العظم، وصدر مرسوم تجديد تعيينه أمينًا للمجمع بتاريخ 26 حزيران 1948م عن رئيس الجمهورية شكري القوتلي، وظل يشغل هذا المنصب حتى سنة 1954م.
وفي 24 تشرين الأول 1953م انتُخب رئيسًا للمجمع العلمي العربي بدمشق، وجُدّد انتخابه رئيسًا للمجمع في 2 تشرين الثاني 1957م، وصدر مرسوم هذا التجديد بتاريخ 12 كانون الأول 1957م عن رئيس الجمهورية شكري القوتلي، وظل يشغل هذا المنصب إلى حين وفاته.
نشر في مجلة المجمع 45 مقالًا في المدة (1924 – 1960م) ضمَّنها بعض محاضراته التي ألقاها في المجمع ودراسات عن بعض الشعراء والكتَّاب كعديّ بن الرقاع العاملي والمتنبي وجرير وكعب ابن جعيل التغلبي وابن النقيب وعبد الحميد الكاتب، إضافة إلى تعريفاته لبعض الكتب الواردة إلى المجمع.
ألقى في المجمع ثلاث محاضرات: (شعراء الشام في القرن الثالث-1925م)، و(عدي بن الرقاع العاملي-1936م)، و(شاعر معاوية-كعب بن جعيل التغلبي-1943م).
صدر له ضمن مطبوعات المجمع أربعة كتب:
ديوان ابن عنين (محمد بن نصر)، 1946م.
ديوان علي بن الجهم، 1949م.
ديوان ابن حيوس (محمد بن سلطان) (جزءان)، 1951م. ديوان ابن حيوس (1) - ديوان ابن حيوس (2)
ديوان ابن الخياط، 1958م.
وانتُخب عضوًا في مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1948م، وعضوًا في المجمع العلمي العراقي سنة 1949م، وعضوًا في مدرسة الدراسات الشرقية بلندن سنة 1951م، وعضوًا في تحرير دائرة المعارف الإسلامية للمستشرقين سنة 1951م، وعضوًا في مجمع البحر المتوسط في بالرمو سنة 1952م، وعضوًا في المجمع العلمي للاتحاد السوفيتي سنة 1958م.
من آثاره
أولًا: الكتب
أئمة الأدب (1): الجاحظ، مكتبة عرفة، دمشق، 1930م.
أئمة الأدب (2): ابن المقفع، مكتبة عرفة، دمشق، 1930م.
أئمة الأدب (3): ابن العميد، مكتبة عرفة، دمشق، 1931م.
أئمة الأدب (4): الصاحب ابن عباد، مطبعة الترقي، دمشق، 1932م.
أئمة الأدب (5): الفرزدق، مطبعة الترقي، دمشق، 1939م.
ديوان علي بن الجهم، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1949م.
ديوان ابن حيُّوس (جزءان)، 1951م، دار صادر، بيروت، 1984م. ديوان ابن حيوس (1) - ديوان ابن حيوس (2)
ديوان ابن الخياط الدمشقي (تحقيق)، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1958م، دار صادر، بيروت، 1994م.
ديوان خليل مردم بك، تحقيق عدنان مردم بك، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1960م، دار صادر، بيروت، 1985م، دار البينة للطباعة والنشر، 2015م.
كتاب الأعرابيات، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1965م، دار البينة، 2012م.
أعيان القرن الثالث عشر في الفكر والسياسة والاجتماع، ط1، لجنة التراث العربي، بيروت، 1971م، ط3، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1977م.
شعراء الأعراب، شرحه وقدم له عدنان مردم بك، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1978م.
تقارير الخليل الدبلوماسية، تحقيق وتعليق عدنان مردم بك، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1982م.
محاضرات الخليل في الإنشاء العربي، تحقيق عدنان مردم بك، مؤسسة الرسالة، 1985م.
أبو نواس الحسن بن هانئ، الشركة المتحدة للتوزيع، بيروت، 1986م.
ابن الرومي، دار صادر، بيروت، 1988م.
الشعراء الشاميون، دار صادر، بيروت، د.ت.
ثانيًا: النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية
الشاعر خليل مردم بك هو ناظم النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية، نظمه في أواخر عام 1935م، وفاز بالدرجة الأولى في المباراة الشعرية التي أقامتها الحكومة آنذاك،
ثالثًا: المقالات
نشر الأستاذ خليل مردم بك أكثر من 40 مقالًا في عدد من المجلات؛ منها: (مجلة الأديب)، و(مجلة الثقافة-السورية)، و(مجلة الثقافة-مدحت عكاش)، و(مجلة الحديقة)، و(مجلة الرسالة)، و(مجلة الزهراء)، و(مجلة الطليعة)، و(مجلة العربي)، و(مجلة المقتبس)، إضافة إلى ما نشره في (مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق).
مصادر ترجمته
الأستاذ خليل مردم بك، موقع مجمع اللغة العربية بدمشق.
إضبارة الأستاذ خليل مردم بك المحفوظة في مجمع اللغة العربية بدمشق.
أعلام الأدب والفن (ج1)، أدهم الجندي، مطبعة مجلة صوت سورية، دمشق 1954م.
أعلام الأدب والفن (ج2)، أدهم الجندي، مطبعة الاتحاد، دمشق، 1958م.
أعلام دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، محمد عبد اللطيف صالح الفرفور، دار حسان، دار الملاح، دمشق، 1987م.
الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، 2002م.
خليل مردم بك حياته وشعره، محمد فؤاد نعناع، دار الفكر، دمشق، 2001م.
خليل مردم بك: دراسة أدبية في شعره، فادية عبد اللطيف مليح، دار البشائر، 1991م.
خليل مردم بك: شاعر الشام وأديبها وعاشقها، عبد الغني العطري في كتابه (حديث العبقريات)، دار البشائر، 2000م.
خليل مردم بك، سامي الدهان، مجلة المجمع العلمي العربي، مج34، ج4، 1959م.
خليل مردم بك، محمد كامل عياد، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، مج49، ج3، 1974م.
خليل مردم: شاعر أم مصور، عبد الغني العطري في كتابه (عبقريات شامية)، مطبعة الهندي، 1986م.
خليل مردم، موقع أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية.
شاعر الشام خليل مردم بك، عبد المنعم خفاجي، دار الجبل، بيروت، 1992م.
الشعراء الأعلام في سورية، سامي الدهان، دار الأنوار، بيروت، 1968م.
شعراء سورية، أحمد الجندي، دار الكتاب الجديد، بيروت، ط1، 1965م.
معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م، كامل سلمان جاسم الجبوري، دار الكتب العلمية، 2002م.
معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م، كامل سلمان جاسم الجبوري، دار الكتب العلمية، 2003م.
معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين، عبد القادر عياش، دار الفكر، دمشق، 1985م.
معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي، بيروت، 1957م.
من أعلام التراث: العلَّامة خليل مردم بك، محمود الأرناؤوط، مجلة الأسبوع الأدبي، العدد 683، 1999م.
من هم في العالم العربي، الجزء الأول: سورية، جورج فارس، مكتب الدراسات السورية والعربية، دمشق، 1957م.
من هو في سورية، جورج فارس، مكتب الدراسات السورية والعربية، دمشق، ط1، 1949م، ط2، 1951م.
موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين (ج4)، سليمان سليم البواب، مؤسسة المنارة، دمشق، 2000م.
الموسوعة الموجزة، حسان بدر الدين الكاتب، مطابع الأديب، دمشق، 1973م.