aalmoghrabi

الشيخ عبد القادر المغربي

تاريخ الوفاة: 1956

نشأته وحياته

ولد عبد القادر بن مصطفى المغربي في 20 كانون الثاني 1867م في مدينة اللاذقية (بحسب إفادة ابنه مصطفى وابنته نعيمه نقلًا عن والدهما. وورد في مجلة المجمع العلمي العربي مج31 ص499 أنه ولد في طرابلس الشام)، لأسرة كان جدها قد هاجر إليها من بلاد تونس في المغرب العربي، فنُسب إلى هذا المغرب هو وأحفاده.

تلقَّى علوم الدين واللغة على أبيه وأفاضل أسرته وبعض كبار العلماء في الشام، ثم رحل إلى بيروت يتلقى العلم عن شيوخها، وما شبَّ إلا وقد حفظ المتون في الفقه واللغة والأدب، فعُين في إحدى وظائف القضاء الشرعي الكتابية، وبقي في وظيفته بضع سنوات.

وفي سنة 1892م رحل إلى الآستانة طلبًا للمعرفة وسعيًا وراء وظيفة أعلى، وفيها التقى كثيرًا من رجال الفكر وعلماء العصر، وفي طليعتهم جمال الدين الأفغاني.

وفي سنة 1893م عاد المغربي إلى طرابلس، وراح ينشر فكرته في الإصلاح الديني والاجتماعي ويدعو إلى حرية الرأي والتجديد، فضاق بآرائه العلماء المتزمّتون والسلطات الحاكمة، فبدؤوا بمضايقته، ثم اعتُقل في بيروت عدة أشهر، ولما أُفرج عنه فرَّ إلى مصر في سنة 1905م، وأخذ يحرّر في جريدة (الظاهر)، ثم في (المؤيد). وشُغل الناس بمقالاته وقامت بينه وبين كثير من المفكرين والأدباء في مصر صداقات وصلات ودٍّ كثيرة. وفي أواخر 1908م عاد إلى طرابلس، وراح يحرر في مختلف الجرائد والمجلات، ويكاتب الصحف المصرية، وأنشأ سنة 1911م جريدة (البرهان)، واستمر في إصدارها إلى أن توقفت بسبب نشوب الحرب في سنة 1914م.

وفي سنة 1915م أسَّس بالتعاون مع الشيخ عبد العزيز جاويش (كلية صلاح الدين الأيوبي) في القدس، ودرَّس الشيخ المغربي في هذه الكلية: (السيرة النبوية) و(فنون البلاغة).

وفي سنة 1916م اختير المغربي مديرًا لتحرير جريدة (الشرق)، فجاء إلى دمشق وأقام فيها.

وفي سنة 1923م كُلّف تدريس اللغة العربية وآدابها في (معهد الحقوق العربي) بدمشق.

انتقل الشيخ عبد القادر المغربي إلى دار الخلود في 28 شوال 1375هـ الموافق 7 حزيران 1956م.

الشيخ عبد القادر المغربي المجمعي

الشيخ عبد القادر المغربي أحد الأعضاء المؤسسين للمجمع العلمي العربي، وحضر الجلسة الأولى للمجمع التي عقدت بتاريخ 30 تموز 1919م.

وكان الشيخ المغربي ثاني اثنين (هو والأستاذ كرد علي) رفعا للناس قواعد المجمع وأقاما دعائمه الراسخة وجعلاه حرمًا آمنًا لأفاضل العلماء والأدباء. وكان من أكثر الأعضاء إنتاجًا ببحوثه اللغوية ومحاضراته الأدبية والاجتماعية، فقد ألقى في المجمع سبعين محاضرة في المدة (1921 – 1946م)، وكان الناس يُقبلون على هذه المحاضرات لما تتضمنه من نكت بارعة وطرف مستملحة وتحقيق واسع وأسلوب فذٍّ في إلقائها وتأليفها. من عناوين هذه المحاضرات: (صفحة من تاريخ أدبنا الاجتماعي)، (مخطوط تاريخي دمشقي)، (نبأ عجب من أنباء العرب)، (فصحاء الأعراب)، (سائح يصف العالم الإسلامي)، (يهود الشام منذ مئة عام)، (شهداء النساء في نشأة الإسلام)، (الأولاد وتربيتهم)، (عثرات الأفمام)، (حقوق المرأة في الإسلام)، (مناظرة عالمين في مجلس المأمون)، (بلاغة الجاحظ)، (اليابان: هل يعرفها العرب، وبماذا كانوا يسمونها؟)، (ابن خلدون في المدرسة العادلية الكبرى)، (أمثال العرب مرآة أخلاقهم)، (الكتب والتأليف في الإسلام)، (الثقالة والثقلاء)، (بين الأدبين: القديم والحديث).

 محاضرة: محاكمة وزيرين في أمرين خطيرين

 محاضرة: محمد صلى الله عليه وسلم والمرأة ألقاها في حفلة جمعية تهذيب الشبيبة السورية في بيروت بتاريخ 11 كانون الثاني 1928م

ونشر في مجلة المجمع (بدءًا من المجلد الأول 1921م ولغاية المجلد الحادي والثلاثين 1956م) مقالاته وبحوثه ومحاضراته وفتاواه اللغوية واستدراكاته وتصحيحاته اللغوية وفصولًا من كتبه، إضافة إلى تراجم الأعلام والتعريف بالكتب والمجلات والمخطوطات التي ترد على المجمع. وقد ورد اسمه في كتَّاب المجلة 383 مرة.

صدر له ضمن مطبوعات المجمع كتابان:

انتُخب الشيخ عبد القادر نائبًا لرئيس المجمع في 15 آب 1941م، وصدر مرسوم تعيينه في 28 آب 1941م، وظل يشغل هذا المنصب إلى حين وفاته.

وفي سنة 1932م اختير الشيخ عبد القادر المغربي عضوًا عاملًا في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وأسهم بنصيب وافر في أعمال هذا المجمع، وشارك في عدد من لجانه، ونشر مقالات وبحوثًا في مجلته. ومن أهم مواقفه في الدفاع عن لغة الضاد ثورته العارمة ردًّا على اقتراح عبد العزيز فهمي استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية.

وفي سنة 1949 اختير عضوًا في المجمع العلمي العراقي.

وقد ظلَّ الشيخ المغربي يعمل لهذه المجامع الثلاثة ويمدها بنضيج رأيه وسديد حكمه ووسيع اطلاعه ودائب جهده إلى أن وافاه الأجل.

من آثاره

أولًا: الكتب

  1. البيّنات (جزءان أودعهما مقالات ورسائل في الإصلاح الديني والاجتماعي والنقد والأدب)، القاهرة، 1925م.

  2. التنبيه على غلط الجاهل والنبيه لابن كمال باشا، تحقيق، مجلة المجمع بدمشق، 1926م.

  3. الأخلاق والواجبات (ألفه باقتراح من وزير المعارف ساطع الحصري)، القاهرة، 1926م.

  4. محمد صلى الله عليه وسلم والمرأة، 1929م.

  5. مناظرة أدبية لغوية بين المغربي والبستاني والكرملي، القاهرة، 1935م.

  6. الاشتقاق والتعريب، طبع في القاهرة سنة 1908م، وأعيد طبعه فيها سنة 1947م، وطبع في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 2015م.

  7. جمال الدين الأفغاني-ذكريات وأحاديث، القاهرة، 1948م.

  8. تائية عامر بن عامر البصري، شرح وتحقيق، بيروت، 1948م.

  9. تفسير جزء تبارك، القاهرة، 1949م.

  10. على هامش التفسير، القاهرة، 1949م.

  11. عثرات اللسان، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، 1949م.

  12. السفور والحجاب، دمشق، 1955م.

وله مؤلفات عديدة مخطوطة لم ترَ النور.

ثانيًا: المقالات

نشر الشيخ عبد القادر المغربي عددًا من المقالات في (مجلة (الثقافة)، و(مجلة الحديقة)، و(مجلة الرسالة)، و(مجلة المجمع العلمي العراقي)، و(مجلة المغرب)، و(مجلة المقتطف).

مصادر ترجمته

  1. الأدب العربي المعاصر في سورية، سامي الكيالي، القاهرة، 1959م.

  2. إضبارة الشيخ عبد القادر المغربي المحفوظة في مجمع اللغة العربية بدمشق.

  3. أعلام الأدب والفن (ج2)، أدهم الجندي، مطبعة الاتحاد، دمشق، 1958م.

  4. الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، 2002م.

  5. تاريخ الأدب العربي الحديث، بالألمانية، كارل بروكلمان، 1942م.

  6. تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي، أنور الجندي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1970م.

  7. الدرس اللغوي في النصف الأول في القرن العشرين، ميمونة عوني، دار غيداء للنشر والتوزيع، ط1، 2016م.

  8. الشيخ عبد القادر المغربي: جانب مجهول من سيرته، محمد رضا الشبيبي، مجلة المجمع العلمي العربي، مج40، ج2، 1965م.

  9. الشيخ عبد القادر المغربي، الكلمة التي ألقاها محمد عبد الغني حسن في الاحتفال الذي أقامه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالاشتراك مع مجمع اللغة العربية في قاعة الاحتفالات بجامعة الدول العربية بالقاهرة احتفالًا بمرور مئة عام على مولد الأستاذ عبد القادر المغربي، مجلة الأديب، نيسان 1967م.

  10. الشيخ عبد القادر المغربي، محمد أسعد طلس، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، 1958م.

  11. عالمنا العربي، نعمة زيدان، بيروت، 1956م.

  12. عبد القادر المغربي وآراؤه في اللغة والنحو، محمد فريد عبد الله، دار المواسم للطباعة والنشر، بيروت، 1997م.

  13. عبد القادر المغربي: إمام اللغة وحارسها الأمين، عبد الغني العطري في كتابه (عبقريات وأعلام)، دار البشائر، 1996م.

  14. عبد القادر المغربي، موقع أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية.

  15. قدماء ومعاصرون، سامي الدهان، دار المعارف، القاهرة، 1961م.

  16. كلمة محمد عدنان الخطيب في حفلة استقباله يتحدث فيها عن سلفه عبد القادر المغربي، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، مج36، ج2، 1961م.

  17. المجمع العلمي العربي- مجمع اللغة العربية بدمشق في خمسين عامًا، عدنان الخطيب، مطبعة الترقي، 1969م.

  18. المجمعي الحيّ الشيخ عبد القادر المغربي: داعية الإصلاح والتجديد، عبد الكريم الأشتر، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، مج81، ج1، 2006م.

  19. المجمعيون الأوائل في المجمع العلمي العربي بدمشق، مازن المبارك، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 2015م.

  20. المجمعيون في خمسة وسبعين عامًا، مهدي علام وحسن عبد العزيز، مجمع اللغة العربية في القاهرة، 2007م.

  21. المجمعيون، مجمع اللغة العربية في القاهرة، 1966م.

  22. معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي، بيروت، 1957م.

  23. معجم مؤلفات الأعلام، عادل الحجاج، دار المعتز للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2013م.

  24. من هو في سورية، جورج فارس، مكتب الدراسات السورية والعربية، دمشق، ط1، 1949م، ط2، 1951م.

  25. موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين (ج4)، سليمان سليم البواب، مؤسسة المنارة، دمشق، ط1، 2000م.

  26. الموسوعة العربية الميسرة، مؤسسة فرانكلن، القاهرة، 1965م.

  27. وفاة الأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي، مجلة المجمع العلمي العربي، مج31، ج3، 1956م.