أقام يوم 7 تموز 1925م في بهو المجمع العلمي العربي لفيف من تجار دمشق حفلة تكريمية للعالم المالي المصري محمد طلعت بك حرب.
وقائع الحفلة
|
مقتطفات من خطاب محمد طلعت بك حرب
"أصبحت اللغة العربية عصرية مرنة قابلة لخوض المعلومات العصريةبسهولة تامة، سواء أكانت هذه المعلومات أدبية أو سياسية، وسواء أكان التعبير بها بواسطة الصحف السيارة والمجلات المختارة أم بواسطة النشرات والمؤلفات...
ثم نهضت البلاد لتأسيس (بنك مصر) الذي هو أول بنك قومي مصري تأسس بأموال مصرية بحتة، وبإدارة مصرية محضة. وقررنا أن تكون المراسلات فيه وبينه وبين عملائه باللغة العربية، وأن تكون حساباته باللغة العربية، فهزئ بنا الهازئون، ولكنا أهملنا استهزاءهم وأجرينا مراسلاتنا وكتبنا وتقاريرنا باللغة العربية. وإني أؤكد لحضراتكم – ولي صلة متينة ببنك مصر وبإدارته منذ اليوم الأول من إنشائه – أننا ما وجدنا صعوبة في تعريب معنى من معاني هذا الفن أو في تعريب اصطلاح من اصطلاحاته. وكان مما ساعدنا على سهولة التطبيق في العمل أن كانت قد اُنشئت قبيل الحرب مدرستان للتجارة تكوَّنت فيهما طائفة من الشبان تلقوا العلم فيها باللغة العربية، فسهل قيادهم في حياة البنك العملية...
وسيبقى الاختلاف في تعريب الاصطلاحات العلمية قائمًا بين أبناء الأمة العربية ماداموا محرومين من هيئة علمية عامة تمثل فيها الأوساط العلمية والجامعات العربية، ويشترك فيها علماء اللغة الممتازون من أي جهة كانوا. بهذه الواسطة، وبهذه الواسطة وحدها، بإنشاء مجمع علمي عام يضم أكفاء الرجال لتنشيط اللغة العربية وتوحيد مصطلحاتها العلمية. بهذا المجمع وحده يتقى كل خلاف ويسهل التقارب في التفاهم والاستفادة من كد الأفهام في مختلف البلدان.
نعم إن المجمع العلمي العربي في دمشق قد خطا خطوة خليقة بالثناء في هذا الباب، غير أن هذه الخطوة يجب أن تعقبها خطوة أخرى، وهي تأسيس معهد علمي عام للغة العربية ينضم إليه كل ذي فضل في أصول اللغة ومندوبين مختصين في مختلف الفنون والعلوم قادرين على إلباسها في ثوب من العربية قشيب...
والواقع أيها السادة هو أن بين البلاد المتكلمة باللغو العربية – مهما ابتعدت مواضعها الجغرافية بعضها عن بعض – ثقافة واحدة مشتركة المظاهر في كثير من مميزاتها وصفاتها، وواجب هذه الأمم، واجب أفرادها وجماعاتها هو أن يعملوا دائمًا على تقريب دواعي هذه الثقافة وجعل اللغة الفصحى واسطة نقلها من قطر إلى آخر، وأن يعملوا على توحيد أساليب التعليم في بلادهم المختلفة..."